هواجيسُ إشارةٍ مرورية

كسائقٍ هادئِ القيادةِ متمهّلِ الممشى، يتجاوزُني عشراتُ السائقين يوميًا، وأُقِرُّ بشعوري بالغبطةِ أحيانًا، إذ إنهم سيصلون إلى وجهاتهم قبلي، موفِّرين وقتَهم الثمينَ ومتجنِّبين شمسَنا الحارقةَ غالبًا. ولكن بين الفينةِ والأخرى، تعترضُ الطريقَ إشارةٌ مروريّةٌ حمراءُ، جامعةً بيننا من جديد، مُعادِلةً كفّةَ الميزانِ وماحيةً لما سبقَ من التفاوت.

إنّ هذا الموقفَ المتكرِّرَ يُذكِّرُني دائمًا باختلافِ وتيرةِ حيواتِنا البشريّة، فرغمَ تفاوتِ مستوى “النجاح” - بمختلفِ معاييرِه وجوانبِه - في كلِّ مرحلةٍ من مراحلِ الحياة، قد نصلُ إلى النقطةِ نفسها في نهايةِ المطاف. فوفِّرْ صَرْفيَّةَ وقودِك وامشِ على مهلِك، غيرَ آبهٍ بمسيرِ غيرِك - ما لم تُعطِّلِ المسارَ الأيسرَ طبعًا - فإنَّ الطريقَ طويلٌ والزادَ قليلٌ…